كيف تغتسل بالماء البارد، ولماذا يجب عليك أن تفعل

تسخين الماء للاستحمام لم يكن شيئًا متاحًا لكل الناس في الماضي كما هو الحال الآن، ربما يبدو الأمر في ظاهره نوعًا من التقدم، لكنه في الحقيقة تأخر عن الأسلوب الصحي الذي عاش به أسلافنا آلاف السنين، مناعتنا تتدهور بسبب الماء الساخن، والهواء المكيف البارد صيفًا الحار شتاءً، والبيوت المغلقة طول الوقت، والهواء الراكد، لأننا نهرب من الشمس والهواء النقي، وحتى الطين والتراب والأشياء التي تزيد مناعة أجسامنا، لأنك كلما بالغت في تدليل جسمك أضعفت قدرته على الاحتمال، وأتلفت صحتك من حيث لا تدري، ولعل صحة القدماء كانت أفضل منا بسبب قلة هذه الرفاهية.

هناك فرع من الطب البديل للعلاج بالماء Hydrotherapy يدرس تخفيف الألم وعلاج كثير من الأمراض بواسطة الماء البارد أو الساخن، وهناك مدرسة من العلاج المائي تعنى بفوائد التعرض للماء البارد وأثره على الصحة، والعلاج بالماء البارد يشمل الاغتسال تحت رشاش الماء (الدش) أو الجلوس/السباحة في وعاء (بانيو) مليء بالثلج أو الماء الذي يكاد يتجمد من البرودة، وكلا الطريقتين تعطي نتائج ممتازة وفائدة عظيمة للجسم، ومن هذه الفوائد التي جاءت في عدد من الأبحاث الحديثة ما يلي.

  1. يخفّف الإجهاد
  2. يزيد الانتباه
  3. يحفظ الجلد والشعر
  4. يزيد هرمون الذكورة
  5. يحسّن دوران الدم
  6. يزيد المناعة
  7. يساعد على التخلص من السمنة
  8. يعجّل التئام الجروح وتهتّك العضلات
  9. يخفف الغضب والتوتر
  10. يزيل الاكتئاب

لقد نشأنا على رفاهية الحصول على الماء الساخن في أي وقت بمجرد فتح الحنفية، ونتيجة لهذا الاعتياد صار من العسير على رجل يعيش في القرن الحادي والعشرين أن يتخيل الحياة بلا ماء ساخن، أو أن يغتسل كل يوم بماء بارد مهما قرأ عن فوائد ذلك، لكن الأمر ليس بالصعوبة التي يبدو عليها، في الحقيقة وعن تجربة شخصية لم يكن الأمر صعبًا بالمرة، اعتدت أن أستحم بماء أسخن من اللازم في أي وقت من الليل والنهار والصيف والشتاء، وقد قرأت نصيحة متكررة من الذين يدعون لهذه العادة الصحية ينصحون بالانتقال تدريجيًا، لكنني انتقلت للاغتسال بالماء البارد مرة واحدة، ولم أجد صعوبة في ذلك تذكر، ما ساعدني على هذا التحول أنني حين قررت التحول للماء البارد كان ذلك في منتصف الصيف، لذلك أقول للجمع بين تجربتي وتجارب الآخرين، إذا كنت ستبدأ في الصيف فابدأ بالماء العادي مباشرة، ليس شديد البرودة وسينعشك في الحر، أما لو كنت في الشتاء فاتبع الخطوات التالية لتسهيل البداية حتى تعتاد:

  1. افتح الماء البارد فقط، سيخبرك البعض أن عليك أن تبدأ بالماء الدافئ ثم تبدأ في تقليل درجة الحرارة عن الذي اعتدت عليه أو أقل بدرجة طفيفة ولكن هذا هراء.
  2. ابدأ بغسل قدميك وصولا لأعلى فخذك.
  3. اغسل يديك ثم ذراعيك حتى أكتافك.
  4. ضع رأسك تحت رشاش الماء.
  5. والآن ظهرك، ستشعر بقشعريرة بسبب العدد الكبير لنهايات الأعصاب في الظهر.

سيصدم جسمك بهذا التغير لكنها صدمة خفيفة لن تقتلك، بل ستحدثك نفسك لماذا لم تفعل ذلك من قبل مع سهولته. ستبدأ بملاحظة التغير بعد أول مرة، إحساس مختلف بالانتعاش، مصحوب بالتفاؤل والعزيمة لأنك بدأت عادة صحية حسنة، ربما يدفعك ذلك لمزيد من التحول لأسلوب حياة صحي كما حدث معي.


تحذير مع الفوائد العديدة للاغتسال بالماء البارد، ربما كان مضرًا للمرضى بارتفاع ضغط الدم، الحمى، وأمراض القلب، لذلك يجب على هؤلاء مراجعة الطبيب قبل الإقدام على هذه الخطوة.

هذا المقال يحوي مزيجًا من التجارب الشخصية ونتائج البحوث العلمية، لكنه ليس مرجعًا طبيًا ولا يدعي أو يقدم وصفات طبية لعلاج حالات بعينها، أنت تتحمل مسؤولية اتباع هذه النصائح على عاتقك وتحت مسؤوليتك الشخصية، إذا كنت تشكو أي علة تشك أنها قد تتعارض مع المعلومات الواردة أعلاه فراجع طبيبًا مختصًا.


لسان العرب الاغتسال غسل الجسم بالماء، فإن كان الماء حميمًا (ساخنًا) تسميه العرب استحمامًا، وإن كان الماء باردًا تسميه تبرّدًا، ولا يصح أن تقول تحممت بماء بارد. ولكن قل تبردت، أو قل اغتسلت بماء بارد.