أدب المطر

المطر من رحمة الله عز وجل، يحيي الله به الأرض وينقي به الهواء ويمنح نفوس الناس راحة وطمأنينة، وهذه بعض السنن والآداب النبوية الشريفة المتعلقة بالمطر والتي يليق بالرجل أن يعرفها ويتبعها وأن يعلمها أولاده.
أدب وسنن المطر

دعاء المطر

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "اللهم صيبًا نافعًا". وفي حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى المطر: "رَحمَة".

التعرض للمطر

أن تقف تحت المطر حتى يصيب رأسك ويتحادر على لحيتك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تحسر ثوبك ليصيب المطر جسدك كما فعل صلى الله عليه وسلم.

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: أَصابتِ النَّاسُ سَنَةٌ (أي شدة وجفاف) على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فَبَينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَخطُب عَلى المِنبرِ يومَ الجُمعةِ، قام أَعرابيٌّ فَقال "يا رَسولَ اللهِ، هَلَك المالُ، وجاع العيالُ، فادعُ اللهَ لَنا أن يَسقيَنا"، فرَفَع رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَديهِ، وما في السَّماءِ قَزَعةٌ، فَثار سَحابٌ أَمثالَ الجبالِ، ثُمَّ لَم يَنزِلْ عَن مِنبرِه حتَّى رَأيتُ المَطرَ يَتحادرُ على لِحيتِه.
وهذا دليل على أنه تعمد الوقوف في المطر حتى أصاب رأسه وتحادر عن لحيته الشريفة.

وعن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فحَسَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر ، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال "لأنه حديث عهد بربه تعالى".

وحسر ثوبه أي كشف بعض بدنه، ومعنى قوله حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه، ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها.

حمد الله على المطر

أن تقول مثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مُطِرْنا بفضلِ اللهِ ورَحمتِهِ" كما في الحديث الطويل الذي جاء فيه أنه صلى الله عليه وسلم قال "أترون ماذا قال ربكم، أما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب".

الدعاء إذا اشتد المطر حتى خيف منه الضرر

الأصل في المطر الرحمة والخير، لكنه قد يزيد فيضر لحكمة يعلمها الله، فإن اشتد المطر وخيف منه الضرر فيستحب الدعاء بقول "اللَّهمَّ حَوالَيْنا ولا عَلَينا".
في الحديث لما توالى المطر أسبوعًا كاملًا قامَ أحد الصحابة فَقال: يا رَسولَ اللهِ، تَهدَّم البِناءُ وغَرق المالُ، فادعُ اللهَ لَنا. فرَفَع يَديهِ فَقال: اللَّهمَّ حَوالَيْنا ولا عَلَينا.