تيارات الحركة الذكورية
مقدمة قصيرة
ظهرت حركة الرجل، وتسمى أيضًا حركة حقوق الرجال، أو الذكورية، ردًا على الطغيان النسوي الذي انتشر أواخر ستينيات القرن الماضي، وهي لا زالت في بداياتها المبكرة، حديثة الظهور في الغرب. بعض التنظيرات الذكورية الأولية ترجع إلى بدايات القرن الـ21 لكن انطلاقتها الفعلية و اشتهارها بدأ سنة 2015، و لم تظهر عندنا في العالم العربي إلا قبل سنتين أو ثلاث على الأكثر.
هذه الحركات لا تزال إلى الآن ردة فعل على تبني أغلب الحكومات للمبادئ النسوية تبعًا للنظام العالمي الجديد، لذلك اعتبارها قسيمة للنسوية، أو مماثلة لها من جهة الذكر، من المفاهيم المغلوطة الجد منتشرة، ففي الواقع لا مجال للمقارنة بينهما، فالنسوية إيديولوجيا بكل ما في الكلمة من معنى، تقوم على التمييز الإيجابي لصالح الأنثى، و لها مبادئ عديدة مترسخة كالمظلومية و الجندرية، ولها موجات عديدة بمطالب مختلفة، أما "الذكورية" فهي تشبه إلى حد كبير، ردات الفعل الغاضبة لبعض الأفراد تجاه بعض المؤسسات، فيكون التعبير عن عدم الرضا هذا بالمقاطعة و غيره. وهي لا تزال - إلى الآن - ردة فعل و ليست إيديولوجيا، مع فارق واسع في الإمكانات المادية و الدعم الإعلامي و القانوني لصالح النسوية.
توجد العديد من المذاهب التي تعد نفسها " ذكورية" تسعى إلى إعادة مكانة الرجل و حقوقه في ظل الوضع الحالي، و سأكتفي بالتعريف بأشهر مذهبين من هذه المذاهب، هما الأكثر انتشارًا و شهرة بين الشباب العربي:
الريد بيل Red Pill
الريد بيل ليست حركة ذات دعوة معينة، بل هي فلسفة هدفها الرئيسي توعية الرجال بالقوانين النسوية و الأيديولوجيا الأنثوية الطاغية على العالم، و التعريف بأهم أسسها وركائزها و أساليبها، و شرح طبيعة الأنثى و كيفية تفكيرها، إضافة إلى توعية الرجال بالدعم الإعلامي و الطرق التي تستعملها النسوية لجعل الرجل مستعبدًا لدى المرأة.
اشتق اسم الريد بيل و معناه " الحبة الحمراء" من مشهد في الفيلم الأمريكي المصفوفة The Matrix من إنتاج 1999، حيث يقدم أحدهم لبطل الفيلم حبتي دواء، إحداهما حمراء و الأخرى زرقاء، الحبة الزرقاء تمثل الغفلة و الراحة، تناولها يؤدي بصاحبها الى البقاء على حاله غافلًا عن الحقيقة لأجل الراحة، بينما تمثل الحبة الحمراء الحقيقة و الوعي مع الصدمة و المشقة، فتناولها يؤدي بصاحبها إلى الخروج من الغفلة و العلم بالحقائق وإن كانت هذه الحقائق صادمة و شاقة على النفس.
في العام 2016 صدر فيلم وثائقي بعنوان الحبة الحمراء Red Pill، وهو ما أعطى الانطلاقة الحقيقية لانتشار هذه الفلسفة في الغرب، الفيلم من إنتاج ناشطة نسوية سابقة، انشقت عن النسوية و تحولت إلى "مناصرة حقوق الرجال"، و قد عرضت في الفيلم رحلتها من الإخلاص للنسوية إلى الكفر بها و محاربتها، بعدما جمعت آراء بعض منظري " الذكورية" في أمريكا.
لا تعارض الريد بيل الزواج و الارتباط بالمرأة، و ليس لها أي مطالب أو تنظيرات، فهي تعرف نفسها أنها فلسفة توعوية للرجال و الذكور لتعريفهم بالحرب المعلنة عليهم من النسوية، و توعيتهم بمدى تغلغل النسوية في العالم، كما تهدف إلى هدم بعض الأمور التي تلقاها أغلب رجال الجيل على أنها مسلمات و بديهيات، على رأسها نظرية " الأنثوية الملائكية" او كما يسمونها في الغرب women are awesome والتي تعتبر أصلًا كبيرًا من أصول النسوية، تتفرع منها الكثير من المعتقدات كأيديلوجيا الضحية و المظلومية.
الميغتاو MGTOW
الرجال السائرون في طريقهم الخاص Men Going Their Own Way واختصارها MGTOW هو التيار الأكثر تطرفا من بين كل التيارات الذكورية، قد يراها البعض نتيجة حتمية للريد بيل وربما هذا ملاحظ بالخصوص في الغرب، أما في العالم العربي فيرفض كثير من الريد بيل تصنيف أنفسهم ضمن حركة MGTOW
يعادي الميغتاو MGTOW الزواج بشدة، ويعدونه مجرد فخ لاستغلال الرجل من المرأة، حيث يرون أنه لا يوجد للرجل اليوم أي امتياز من مؤسسة الزواج، وأنه حتى إن قام بما في وسعه لإنجاح هذا المشروع فسوف يظل لعبةً في يد المرأة، التي بإمكانها الطلاق و الحصول على امتيازات خيالية بسبب القوانين النسوية، فالصفقة في جميع الأحوال خاسرة.
تدعو الحركة الرجال لعدم إعطاء أي قيمة أو أهمية كبرى للنساء، وأن يوجهوا اهتماماتهم و طاقاتهم التي تضيع في العلاقات مع الأنثى إلى مصالحهم الشخصية، و هذا تجسيد لشعار الرجال السائرون في طريقهم الخاص Men Going Their Own Way فهم يرون أنه لا مجال نهائيًا للتضحية لأجل أنثى، فهي في الأخير لا تستحق، بل مصلحة الرجل قبل كل شيء.
توجد كتابات و تنظيرات لبعض منظري الميغتاو يدعمون فيها فكرة "العيش بعيدا عن النساء". صحيفة الغارديان البريطانية وصفت الحركة ب "السامة و الانفصالية" و صنفت بأنها "معادية للنساء و تستخدم التمييز الجنسي" لذلك فنشاطات MGTOW لا تتجاوز التنظير في إنترنت، وليس لها أي تمثيل قانوني أو حراك واقعي.
هل تريد تحسين رجولتك؟
تابع قناة رجل على تيليجرام، قناة متخصصة في أمور الرجال.