فوائد للصيد غير الصبر
المدن يسميها العقلاء غابات الإسمنت، أنت في المدينة محاصر بين الجدران والأسقف، لا تكاد ترى الشمس، ونادرًا ما ترفع رأسك إلى السماء، تطاردك عوادم السيارات والزحام، وهذا سبب رئيسي للأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر والوساوس. الخروج من المدن يخلصك من الضغط النفسي الناتج عن صخب الحياة المدنية، فالمناطق المفتوحة والمناظر الطبيعية لها أثر عظيم في الصحة النفسية، والشعور بالسكينة والسلام الداخلي.
يعينك الصيد على التأمل، وعبادة الله بالتفكر في خلقه، قال ربنا تعالى يمدح المؤمنين "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [سورة آل عمران: 191]، فالخروج إلى الطبيعة ومشاهدة البحار، والأنهار، والصحاري والجبال يزيدك تعظيماً لمن خلقها جميعًا، ويساعدك على التفكير في حلول لمشاكلك بعيدًا عن الملهيات.
الصيد يعلمك الرضا بما كتب الله لك، فليست كل رحلة صيد تكلل بالنجاح، بل لكل رحلة نصيبها من الغنائم، فمرة تصيب، وأخرى لا.
تنشيط الجسم بالحركة غير المعتادة، خاصة إذا كان الصيد في أماكن جبلية أو صخرية، فهي تجبرك على التحرك بمرونة بين الأماكن الوعرة، وتنشط عضلات الجسم المختلفة في شكل من أشكال التمارين غير التقليدية، والتعرض للشمس يغذي الجسم بفيتامين د الضروري لسلامة العظام.
تعليم الأطفال الصيد حماية لهم من الانحراف، ويساعدهم على تعلم مهارات حياتية مهمة لا تتوافر في المدارس، كمعرفة البيئة والطبيعة بشكل عملي، وتنمية المهارات بالتفاعل مع التضاريس والبيئة على أرض الواقع، كما أن في الصيد تعزيز للروابط الأسرية، والأخوية بين العائلة، وهو نشاط ستبقى ذكراه في نفوسهم دومًا.
يرفع الهمة والحماسة والتأهب الدائم لاقتناص الفريسة، ويعلمك مواصلة التركيز لفترة طويلة، والمثابرة وتكرار المحاولة مرة بعد مرة حتى تتمكن من الوصول لغايتك.
يعزز الروابط بين الإخوان والأصدقاء، والتعاون، والألفة، وكذلك الثقة، إذ يكون الفريق على قلب رجل واحد للعمل على نجاح عملية الصيد، وتعتمد فيه على رفيق الرحلة ويعتمد عليك.
يعلمك الصيد مهارات النجاة في الظروف الصعبة، فبقضاء الوقت في الحياة البرية تجد نفسك تقوم بأشياء لم تكن معتادًا عليها، مثل جمع الحطب لإشعال النار، أو الترشيد في استهلاك الماء، أو طهي الطعام بطرق غير مألوفة وبأقل الأدوات، ويعلمك حيلًا جديدة للتصرف في مواقف غير مهيأة كالتي تجدها في البيت.